المقالات والمحتويات

قصص قصيرة

محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيده وأحكام الشرعي فيه



المحاور الرئيسية:
مقدمة
1-      الرسول صلى الله عليه وسلم حياته ونزول الوحي.
1-1            مولد النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته
1-2            رضاعته صلى الله عليه وسلم
1-3            معيشته صلى الله عليه وسلم قبل النبوة
1-4            تعبده صلى الله عليه وسلم قبل البعثة
1-5            بداية نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم
2-      عيد المولد النبي وأحكام الشرع الإسلامي فيه وطريقة الاحتفال به
2-1 عيد المولد النبوي
2-2 حكم الاحتفال بالمولد النبوي
2-3 بعض العادات التي تقام في عيد المولد النبوي
خاتمة 

مقدمة :
يعتبر المولد النبوي الشريف ميلاد سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ويوم مولده من أهم الأعياد التي يحتفل بها المسلمون في العالم ، واحتفل المسلمون ليس باعتباره عيدا بل يعتبر فرحا بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ولد الرسول في الثاني عشر من ربيع الأول هجريا ويحتفل المسلمون بأوائل شهر ربيع الأول بالمولد النبوي الشريف وذلك بإقامة مجالس إنشاد لمدح الرسول وتوزيع المأكولات والزكاة وإيتاء الفرائض وزيارة مسجد الرسول بالعمرة . وفي هذا الصدد لا يفوتنا أن نقدم نبذة عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم الحديث عن العيد النبوي والأحكام الشرعية عنه وغرها.
1-   الرسول صلى الله عليه وسلم حياته ونزول الوحي.
1-1         مولد النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته:
ولد سيدنا محمد صل الله علية وسلم في عام يسمى عام الفيل وقد شرف سيد الخلق أجمعين في يوم الاثنين (9 من ربيع الأول الموافق 20 من أبريل سنة 571 ميلادية) واسمه بالكامل محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة.
آخر عمل قام به رسول الله قبل وفاته هي خطبة الوداع، وفي هذه الفترة نزلت آخر سورة من القرآن الكريم وهي قوله تعالى:" اليوم أكملت لكم دينكم وأتمّمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً"، وعندما سمع أبو بكر رضي الله عنه هذه السورة بدأ في البكاء، وقال له رسول الله ما يبكيك، فقل له: هذا نعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد إلقاء هذه الخطبة بمدّة ثلاثة أشهر، أصيب سيدنا محمد بالحمى الشديدة، وكان لهذه الحمى تأثير كبير على صحته، حيث أصبح لا يقوى على النهوض من فراشه، وطلب من زوجاته أن يقضي فترة مرضه في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها، وبعد ذلك اشتد الوجع برسول الله صلى الله عليه وسلم، ووافته المنية في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها، وكان ذلك في يوم الاثنين 12 ربيع الأول 11 هجري والذي يوافق ستمائة واثنين وثلاثين للميلاد (632 م)، فتاريخ وفاته مطابق لتاريخ ميلاده، وهذا يدلّ على الإعجاز الإلهي والقدرة العظيمة لله سبحانه وتعالى.


1-2         رضاعته صلى الله عليه وسلم
أرضعته صلى الله عليه وسلم أمه عقب الولادة، ثم أرضعته ثويبة أَمَة عمه أبي لهب أياماً، ثم جاء إلى مكة نسوة من البادية يطلبن أطفالاً يرضعنهم ابتغاء المعروف من آباء الرضعاء على حسب عادة أشراف العرب، فإنهم كانوا يدفعون بأولادهم إلى نساء البادية يرضعنهم هناك حتى يتربوا على النجابة والشهامة وقوة العزيمة، فاختيرت لإرضاعه صلى الله عليه وسلم من بين هؤلاء النسوة (حليمة) بنت أبي ذؤيب السعدية؛ من بني سعد بن بكر من قبيلة هوازن التي كانت منازلهم بالبادية بالقرب من مكة المكرمة، فأخذته معها بعد أن استشارت زوجها (أبو كبشة) الذي رجا أن يجعل الله لهم فيه بركة، فحقق الله تعالى رجاءه وبدل عسرهم يسراً، فَدَرَّ ثديها بعد أن كان لبنها لا يكفي ولدها ، ودَرَّت ناقتهم حتى أشبعتهم جميعاً بعد أن كانت لا تغنيهم ، وبعد أن وصلوا إلى أرضهم كانت غنمهم تأتيهم شباعاً غزيرة اللبن مع أن أرضهم كانت مجدبة في تلك السنة، واستمروا في خير وبركة مدة وجوده صلى الله عليه وسلم بينهم. ولما كمل له سنتان فصلته حليمة من الرضاع، ثم أتت به إلى جده وأمه وكلمتهما في رجوعها به وإبقائه عندها فأذنا لها بذلك.
1-3         معيشته صلى الله عليه وسلم قبل النبوة
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم كان جده هاشم كبير قريش وسيدها، وكانت قريش أشرف قبائل العرب، وكانت إقامتهم بمكة وضواحيها، وكانت معيشتهم من التجارة في الثياب والبز (متاع البيت من جنس الثياب) وما يحتاجه العرب، وكان لهم رحلتان تجاريتان إلى الشام إحداهما في الصيف والأخرى في الشتاء، وكان أكثر ما يقتنون من النَّعم الإبل والغنم للانتفاع بظهورها وألبانها وأصوافها. فلما بلغ سناًّ يمكنه فيه أن يعمل عملا كان ينفق على نفسه من عمل يده، وقد كانت فاتحة عمله رعاية الغنم، بالرفق الذي تستدعيه هذه الرعاية، فكان ينفق من أجرة رعايته، ثم كان يتجر فيما كانت تتجر فيه قريش وينفق من كسب تجارته.  وفي كل ذلك كان يعمل على قدر الحاجة، لا مستكثراً من الدنيا ولا تاركا لها تركا كلياًّ، ليهيئه الله تعالى لما أراده سبحانه منه من التفرغ للدعوة إلى دينه القويم.
1-4         تعبده صلى الله عليه وسلم قبل البعثة
كان من العرب قبل الإسلام من ينتمي إلى دين اليهودية، ومنهم من يدين بالنصرانية- على ما فيهما من تغيير وتحريف، والباقون عبدة أصنام وأوثان، وكان على ذلك عامة قريش إلا نفرا قليلا منهم كانوا يعيبون على قومهم عبادة هذه التماثيل.
وقد فُطر سيدنا محمد بن عبد الله - صلوات الله عليه وسلامه- على طهارة القلب وذكاء النفس. فطره الله تعالى على ذلك ليكون على تمام الصلاحية لتلقى شريعته المطهرة وإيصالها إلى الخلق على أتم وجه وأكمله.
1-5         بداية نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم
لما كمل سنه صلى الله عليه وسلم أربعين سنة-وهو سن الكمال، أكرمه الله تعالى بالنبوة والرسالة رحمة للعالمين.
فبينما هو صلى الله عليه وسلم في خلوته بغار حراء، وكان ذلك في شهر رمضان على أصح الروايات، إذ جاءه جبريل الأمين عليه السلام بأمر الله تعالى، ليبلغه رسالة ربه عز وجل، ) وقد تمثل جبريل عليه السلام في هذه المرة بصورة رجل.  فقال له: اقرأ، فقال له عليه الصلاة والسلام: ما أنا بقارئ (لأنه صلى الله عليه وسلم كان أمياً لم يتعلم القراءة)، فغطه جبريل عليه السلام في فراشه غطا شديدا (أي ضمه وعصره بشدة)، ثم أرسله فقال له: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، فغطه ثانية ثم أرسله وقال له: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، ثم غطه الثالثة وأرسله فقال له: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ اْلإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ اْلأَكْرَمِ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ اْلإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ). فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانصرف عنه جبريل عليه السلام وهو يقول: يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل. فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله يرجف فؤاده مما أدركه من الروع لشدة مقابلة الملك فجأة وشدة الغطّ التي اقتضاها الحال.
2-   عيد المولد النبي وأحكام الشرع الإسلامي فيه وطريقة الاحتفال به
2-1 عيد المولد النبوي:
ذكرى المولد النبوي الشريف هو اليوم الذي يستذكر فيه المسلمون مولد رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويقيمون الاحتفالات الدينية بهذه الذكرى العطرة الجليلة، يأتي ذكرى المولد النبوي الشريف في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وتتفاوت احتفالات المسلمين بهذه الذكرى العطرة من منطقة إلى منطقة أخرى، فبعض المناطق يعتبرون هذا اليوم عيداً رسمياً تقام فيه الاحتفالات التي تعم أرجاء البلاد، وفي بعض المناطق الأخرى يعتبرون هذا اليوم مجرد فرحة عادية وفرصة لاستذكار ميلاد هذا الإنسان العظيم. من الدول التي تعطل تعطيلاً رسمياً في هذه المناسبة سوريا، والأردن، ومصر، والإمارات، وسلطنة عُمان، وغيرها. تاريخياً يعود أصل الاهتمام بيوم المولد النبوي الشريف إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نفسه، حيث كان يعظم يوم الاثنين ويصومه ويقول: (هذا يوم ولدت فيه). أما الاحتفالات الرسمية التي تقام في هذا اليوم المبارك فقد اختلف في أصلها بين المؤرخين.
2-2 حكم الاحتفال بالمولد النبوي
إن الناظر إلى السيرة النبوية وتاريخ الصحابة والتابعين وتابعييهم وإلى ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين سنة هجرية لم نجد أحد لا من العلماء ولا من الحكام ولا حتى من عامة الناس قال بها العمل أو أمر به أو حث عليه أو تكلم به.
قال الحافظ السخاوي في فتاويه " عمل المولد الشريف لم ينتقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة الفاضلة وإنما حدث بعد".
وبالرغم من الاحتفال بهذا اليوم إلا أنّ الفقهاء اختلفوا ما بين جواز الاحتفال بهذه المناسبة وحرمتها لا فبعض الفقهاء يُقرون بأنّ كلّ ما جاء في السنة يجب أخذه ولم يُعرف عن الرسول أنّه احتفل بيوم مولده ولا الخلفاء الراشدين ولو كان هذا الأمر خيراً فلكان الرسول وصحابته أوّل من قاموا به لهذا فقد ارتأى رأي هؤلاء الفقهاء إلى اعتبار الاحتفال بيوم المولد النبوي الشريف بدعة منكرة وغير مستحبّة، بينما يرى الرأي الآخر للفقهاء بأنّ المسلمين الذين يحبّون نبيّهم ويتبعون سنته يقيمون الاحتفال بيوم مولده كنوع من التقدير لهذا الإنسان العظيم وقد اعتبر هذا الرأي أنّ صيام الرسول كل يوم اثنين كان نوعا من الاحتفال بعيد مولده فهو ولد يوم الاثنين.
2-3 بعض العادات التي تقام في عيد المولد النبوي
من العادات المتّبعة لدى بعض الدول أن يقوم الرجل بمعايدة أهله وتوزيع الحلوى في هذا اليوم والفاطميون هم أوّل من احتفل بذكرى المولد النبوي، وقد كان الاحتفال في وقتهم يقتصر على توزيع الحلوى والصدقات، أمّا الاحتفال الرسمي فكان يتم باتجاه موكب قاضي القضاة إلى قصر الخليفة محملا بالحلوى ثم تبدأ فعاليات الاحتفال داخل القصر.
خاتمة:
يجب في هذا اليوم أن يكثر الناس من التعرف وتناقل أخبار الرسول وفضائله وأخلاقه، فأخلاق الرسول هي من أهم الزوايا التي ميزته عن كل خلق الله، إلى درجة خلدها القرآن الكريم في قوله تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم)، كما أن التواصل والتراحم من أهم ما يجب أن يعتني به في هذا اليوم المبارك، ذلك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يعظم بشكل كبير تعاضد المجتمع وكأنه جسد واحد، فهذا الأمر يجب أن يكون من أهم مميزات الأمة الإسلامية على الإطلاق.

Commentaires