أطروحة الحسين (بوظيلب)، 2005،"أسس الهجرة الدولية والدينامية السوسيومجالية بالريف الشرقي".
تعالج هذه الأطروحة أسس الهجرة الدولية والدينامية السوسيومجالية بالريف الشرقي، وتعتبر هذه الأطروحة من الأهمية بما كان خاصة في مثل هذه المواضيع التي كادت تكون منعدمة بالمناطق الشمالية المغربية، وحتى وإن كانت لا تشفي غليل الباحثين في هذا الصدد. فقد عمل الكاتب في أطروحته هذه على الإجابة على مجموعة من الإشكالات من قبيل:
- ما هي الأسس والأسباب التي جعلت من حوض تمسامان وهوامشه مجالا هجرويا متميز؟
- ما هي التطورات التاريخية التي عرفتها مند انطلاقتها؟ وما هي التحولات التي تعرفها اليوم؟ وهل لهذه التحولات انعكاسات على المنطقة الأصلية؟
- ما هي طبيعة انعكاسات عائدات الهجرة الدولية على حوض تمسامان وهوامشه في بعدها الاجتماعي والاقتصادي والمجالي والثقافي؟
وقد عمل الباحث في الإجابة على هذه الأسئلة تبويب دراسته في ثلاث، تطرق في الباب الأول إلى أهم الجوانب التي جعلت من الريف الشرقي مجال طرد لأفراده، مع إبراز محدودية موارده بالمقارنة مع الإكراهات الجمة التي تعيق تطوره، كما لم يغفل في هذا الباب موضع المجال المدروس في قلب المخططات والبرامج الاقتصادية والاجتماعية التي تنهجها الدولة من أجل تنميق الوضع، والمشاريع التي تسعى بها تجاوز التأخر الحاصل على جميع المستويات.
أما الباب الثاني فقد حاول فيه الباحث تأصيل ظاهرة الهجرة، وتوضيح أبعادها، والعوامل المتحكمة فيها، وخصائصها العامة، مع مقارنة هذه الهجرة بنظيرتها الدولية بباقي جهات المملكة. في حين ركز بشكل كبير على التحولات العميقة التي يعرفها مجال دراسته، مع توضيح الأشكال التي اتخذتها، والصعوبات التي تعتريها، بالإضافة إلى ذلك حاول إبراز مكانة الهجرة في السياسة المغربية، وتجلياتها على الريف الشرقي.
كما عالج الباب الثالث أبرز الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية والمجالية للهجرة، وأثر العائدات المالية الغربية على الاقتصاد المغربي والمحلي على وجه الخصوص، فاعتبرها الباحث المصدر الأول للعملة الصعبة بالمغرب، وهي مصدر لإنقاذ المجال المدروس بحواضره وبواديه.
وفي الختام، أكد على أن عائدات الهجرة ساهمت في تنميق مستوى عيش أسر المهاجرين، إلا أنها لم ترق إلى تغيير البنيات الإنتاجية، بمعنى أن رساميل المغتربين تتجه للمناطق ذات حركية أكبر. ويبقى الريف الشرقي في نزيف مالي كبير.
Commentaires