المقالات والمحتويات

قصص قصيرة

من إقليم تطوان ومشارف حدود شفشاون المؤهلات والاكراهات






المعاينة
                       
التحميل
مقدمة:
في يوم الإثنين 23_12_2013 على الساعة الثامنة وخمسة وثلاثون دقيقة تم الإنطلاق من أمام كلية الأداب والعلوم الإنسانية مارتيل_تطوان، على متن حافلة كلية الأداب والعلوم الإنسانية للمدرسة العليا للأساتذة، للقيام بخرجة لمجموعة من المحطات التي تدخل في المناطق الإنتقالية، والتي تنتمي إلى إقليم تطوان. فتم في البداية الوقوف على أول محطة وهي جماعة الزينات التي تعتبر مجال ضاحوي لمدينة تطوان، ثم التوجه نحو حوض لاو الذي يحتضن سد مولاي بوشتة ثم سد التلات الذي يعتبر من أقدم السدود في الإقليم (1935)، وتم بناءه تحت الحماية الفرنسية، إلى أن وصلنا الخوانق الضيقة ذات الصخور الكلسية والكارستية الأقل تطورا، ويعتبر هذا الخانق من مخارج واد لاو، إلى أن نصل سهل واد لاو وننتهي بالشاطئ جماعة واد لاو.
وفي هذا التقرير سوف نقف على هذه المحطات المتعددة، وتقديم مجموعة من المعطيات البشرية والطبيعية التي تميز كل واحدة منها من أجل معرفتها.
1)   جماعة الزينات:
جماعة الزينات هي جماعة تنتمي للإقليم تطوان وهي جماعة ضاحوية، وقد ساهمت في ظهور هذه الجماعة مجموعة من العوامل الطبيعية، كوجود واد النخلة الذي يحتضن سد النخلة. بالإضافة إلى وجود سفوح تساعد على الإستقرار البشري، كما نجد أيضا بهذه الجماعة مجموعة من العيون المائية التي تستغل من طرف الساكنة لشرب أو للإستغلال الفلاحي حيث توجد بها مجموعة من المشارات الصغيرة على سفوح المرتفعات تزرع فيها زراعات معيشية بالإضافة إلى غراسة الزيتون. لكن هذه المعطيات تختلف من سفح للآخر، فالسفح الذي يتوفر على هذه المعطيات الطبيعية من تربة ومياه نجد به الإستقرار البشري مكثف، فتارة نجد سكن متجمع وتارة أخرى نجد سكن متفرق، أما السفح الآخر أو بالأحرى المقابل نجده ضعيف من حيث الساكنة وذلك راجع إلى عدم توفره لشروط الإستقرار.
كما تعتبر جماعة الزينات من الجماعات التي تستقبل هجرات سكانية مرتفعة التي تأتي من مدينة تطوان هروبا من الإكتضاض والضوضاء التي تعرفها المدينة وهي ما تسمى بالهجرة العكسية، بحثا عن الهدوء والراحة والإستمتاع بالمناظر الطبيعة التي تحتضنها هذه الجماعة. وبالتالي فهي متنفس للضغط السكاني التي تعرفه مدينة تطوان. ويؤكد ذلك التزايد السكاني بهذه الجماعة حيث انتقل من 5565 نسمة بعدد الأسر 880 أسرة سنة 1994، إلى حوالي 6539 نسمة بعدد الأسر 1120 أسرة سنة 2004 .([1])
        تتوفر هذه جماعة الزينات على مجموعة من المعطيات الطبيعية والبشرية التي تجعل منها جماعة تحولات كبيرة على المستوى المجالي والإقتصادي ومن هذه العوامل نجد:
أ_ العوامل الطبيعية:
تنتمي هذه الجماعة إلى وحدة طنجة الداخلية وهي عبارة عن ذروة كلسية تنتمي إلى الظهر الخارجي على إرتفاع يتراوح مابين 410 إلى 480 متر، كما تتوفر على تربة سميكة رمادية اللون، تكونت هذه التربة نتيجة التعرية التي تعرفها السفوح الكلسية وصخور الترياس المتواجدة في أعالي الجبال  ، خاصة التعرية الميكانيكية، ومن خلال هذا التنوع نجد المجالات الفلاحية على السفوح والسافلة التي تتوفر على تربة غنية، ومجموعة من النقط المائية التي يحوم حولها الإستقرار البشري 
أما التساقطات بهذه الجماعة فإنها تصل إلى 760 ملم كمتوسط سنوي، وعلى حرارة تصل إلى مابين 22 بالمئة و 25 بالمئة، كما تتوفر أيضا هذه الجماعة على سد يسمى سد النخلة ويوجد علة واد النخلة، أنشأ سنة 1962 ذو طاقة إستعابية تصل إلى 22 مليون متر مكعب. إلا أن هذا السد لا يخلو أيضا من ظاهرة التوحل، حيث فقد حوالي ثلث حقينته (6 مليون متر مكعب)، وقد أنشأ هذا السد على أساس:

*    التحكم والتنظيم في الموارد المائية.
*    سد الخصاص على مستوى مياه الشرب.
*    تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب.
ونظرا لما تعرض له السد من توحل، فكرت الدولة في إنشاء سد مارتيل الذي تبلغ طاقته الإستعابية 800 مليون متر مكعب، وذلك من أجل:
ü    تزويد مدينة مارتيل بالماء الصالح للشرب.
ü    الحد من الفيضانات التي تعرفها المدينة.
ü    سقي ما تبقى من الأراضي الزراعية بسهل مارتيل.
وبالتالي سوف يلعب هذا السد دورا ديناميكيا، حيث ترسل فائض مياه سد مارتيل في إتجاه أحواض طنجة، من أجل سد الخصاص الذي تعاني منه هذه الجهة خاصة في ما يخص مياه الشرب.
ب العوامل البشرية:
عرفت جماعة الزينات تحولا مجاليا مهما، ونلمس هذا التحول إنطلاقا من سنة 1994 إلى سنة 2004، وهي لازالت تعرف هذه الدينامية إلى حد الآن، ويؤكد ذلك تطور عدد السكان الذي إنتقل من 5565 نسمة سنة 1994، إلى 6535 نسمة سنة 2004، بالإضافة إلى ذلك نجد تطور عدد الأسر الذي عرف هو الآخر تزايد مهما حيث إنتقل من 880 أسرة سنة 1994، إلى حوالي 1120 أسرة سنة 2004، وما يفسر هذا الإرتفاع هو الإقبال على هذه الجماعة بمجموعة من الهجرات الوافدة عليها بحثا عن الطبيعة الهادئة والهروب من إكتضاض المدينة المجاورة.
فمعظم ساكنة هذه الجماعة تستقر في سفوح الجبال المجاورة لها، نظرا لما تتوفر من تربة ومياه (العيون)، التي تجعلها تقوم بمجموعة من الأنشطة الفلاحية المعيشية التي تتناسب والوسط المناخي التي تعيش فيه، حيث نجد زراعة الحبوب وغراسة الزيتون التي تسيطر على المساحة الصالحة للفلاحة.
المشهد العام لجماعة الزينات:
بالنسبة لجماعة الزينات توجد على ممر هوائي، يفصل بين مجالين مختلفين:
المجال الأول الذي يوجد على ناحية تطوان:
المجال الثاني الذي يوجد على ناحية بني عمران:   
هو مجال متضرس أيضا لكن ليس بنفس الإرتفاع الذي يعرفه المجال الأول، ساكنته جد ضعيفة نظرا لوجود صخور هشة لا تساعد على الإستقرار البشري بها، وكذلك إنعدام المياه والتربة بالسفوح. كل هذا جعل من هذا المجال مجال ضعيفا من حيث السكان.
هو مجال متضرس، تستقر به ساكنة كثيفة ويتوفر على تربة ومجموعة من العيون المائية، كما نجد به أيضا استغلاليات فلاحية. كما يعتبر متنفس لمدينة تطوان.
وعموما فالمجال ككل هو مجال متضرس يتوفر على مجموعة من المتون تعود للزمن الأول، سفوحه ذات إنحدارات مقعرة، بها نتؤات صخرية وإنجرافات ناتجة عن التعرية المائية.كما ساهمت الإنكسارات التي حدثت في الجماعة إلى إنشاء كتل منخفضة وأخرى عالية، وبفعل التعرية تحطمت إلى مجموعة من الكتل تسمى fronddiqeais، كما نجد أيضا تدخلات الإنسان التي تغير في معلم الجبال، وذلك من خلال نحت الصخور الصلبة في العالية لبناء المنازل أو للإقامة مشارات زراعية.  
وخلاصة القول فجماعة الزينات هي من أهم الجماعات الضاحوية التي عرفت قفزة نوعية لتقدم والتطور، وذلك راجع إلى توفرها على مجموعة من العوامل الطبيعية التي تساهم في جلب وإستقرار السكان.
  1)  قرية بني حسان: خط تقسيم المياه.
هي قرية تابعة لمدينة طنجة، وتعتبر أيضا من ضواحيها. توجد بين حوض بني إيدير وحوض طنجة، وتوجد بالضبط في المنطقة التي تقلص فيها وحدة طنجة. تتكون هذه المنطقة من تكوينات الزمن الثالث، حيث نجد تكوينات رخوة ومتصلبة في بعض الأجزاء وتبرز بها بعض العيون المائية.
يمكن تقسيم هذه المنطقة في دراستها إلى قسمين وهما:
أ_ وحدة طنجة: التي تعرف إستقرار بشري ضعيف نظرا لوجود صخور لا تساعد على الإستقرار، فغالبا ما تكون صلبة وضعيفة التحول إلى تربة، بالإضافة إلى غياب الموارد المائية خاصة العيون التي تساعد على الإستقرار.
ب وحدة إيدير: هي عبارة عن توالي ضلوع حثية بسبب توالي الحركات التكتونية، إلا أن هذه الوحدة تعرف تركزا للسكان في سافلة الجبال مع مجموعة من الأنشطة البشرية كالزراعة والغراسة خاصة  غراسة الزيتون، إلا إن هذا المغروس نجده يتراجع كلما إرتفعنا إلى أعلى السفح، وذلك بفعل قوة الرياح التي تعرفها المنطقة وكذلك التعرية التي تنتج عنها مجموعة من الشقوق الموازية لواد لاو.
تعرف قرية بني حسان مجموعة من عوامل الخلل والتي تتجل في:
ü    إعتمادهم على زراعة الكيف.
ü    تعرف هذه المنطقة هجرة قروية نحو المدن خاصة تطوان، كما تعرف في نفس الوقت هجرة وافدة إليها، مما ينتج عنها توسع المجال المبني على الأراضي الزراعية، وبالتالي تقليص المساحات الزراعية وتراجع المردودية الفلاحية بهذه المنطقة.
ü    تعرض هذه المنطقة لتعرية كبيرة بسبب إنشاء المقالع من أجل أخد الحصى وتحويله لبناء السكك الحديدة بجهة طنجة.
ü    تقليص المناطق الرعوية وكذلك الزراعية بفعل قبول سكان هذه المناطق بمشروع غراسة الزيتون، والذي إنعكس سلبا عن هذه المنطقة وجعلها تدخل إلى الأسواق الداخلية (المدن) بعدما كانت تعتمد على زراعة معاشية، كم ساهم أيضا في توسع الهو بين المناطق الداخلية (المدن) والقرى المجاورة لها ك بني حسان مثلا.
لكن رغم هذه الإختلالات، إلا أن قرية بني حسان تتوفر على من الإمتيازات والعوامل الطبيعية لتجعل منها منطقة سياحية بامتياز، وذلك باستغلال مناظرها الطبيعية الرائعة وتضاريسها المتنوعة من الواد إلى قمم الجبال، كما يمكنها أيضا أن تكون مجالا فلاحيا يساهم في التنمية المحلية، حيث تتوفر على مجموعة من الفرشات الباطنية المتتالية الواحدة أسفل الأخرى، الناتجة عن تعاقب الصخور الكلسية والصخور الغير النافذة وكذلك وفرة التساقطات بهذه المنطقة، بالإضافة إلى توفرها على أرضي مهمة لقيام بزراعات متعددة وغراسات متنوعة. كالزيتون التي بدأت بوادر الإهتمام به تنطلق، حيث نجد مجموعة من الأراضي مغروسة وظهور معاصر الزيتون بجنبات الطريق المحادية للجماعة.
المشهد العام لمنطقة بني حسان:    
منطقة بني حسان هي عبارة عن أخدود تكتوني، يتميز بارتفاعين متناظرين، هذا الأخدود تمر منه الطريق الربطة بين تطوان ووزان، وفي السافلة نجد واد لاو، وفي السفوح نجد الساكنة التي تحوم حول العيون وحول المشارات الزراعية، إلا أن هذه السفوح تتعرض لتعرية بشكل كبير، وبهذا عملت الساكنة على تهيئة السفوح بأشجار الزيتون للحد منها وللمحافظة على المشارات الزراعية المتواجدة بهذه السفوح.
1)  سد مولاي بوشتة:
هو سد لازال في طور البناء، فقبل بناء هذا السد عمل المهتمين على إزالة الأحجار المتواجدة بالأودية واستعمالها في بناء جدار الحقينة، يتموقع هذا السد على واد محجرة وتتراوح مساحته 5000 هكتار، ذو قدرة إستعابية 11.6 مليون متر3 ، وتم تخصيص لبناء هذا السد ميزانية تقدر ب 4000 مليون درهم. وقد أنشأ هذا السد من أجل تزويد مدينة شفشاون بالماء الصالح للشرب والجماعات التابعة لها وحمايتها أيضا من الفيضانات.
وكان لبناء هذا السد انعكاسات ايجابية على المنطقة، حيث تم إنشاء محطة للمعالجة و27 محطة للضخ. كما تم تهيئة عالية السفوح للحد من التعرية وذلك بتوزيع 200 ألف شتلة على الساكنة من أجل غراستها. لكن رغم المجهودات التي تقوم بها الدولة من أجل الحفاظ على هذا السد من التعرية. إلا أن تركز السكان في السفوح تساهم في تزايد التعرية بفعل الأنشطة البشرية المتعددة من فلاحة وبنايات وإنشاء مقالع التي تخرج منها صخور الجير للطهي.
2)  سد علي التلات :
هو أقدم سد بالمنطقة ببنية سنة 1935، تحت الحماية الفرنسية، وكان هذا السد يوفر الطاقة الكهربائية لسافلة واد لاو، حيث كان ينتج حوالي 16 المليون مغاواط سنويا، أي 5 بالمئة من الإنتاج الوطني. إلا أن هذا السد قد تعرض للتوحل بشكل كامل، وأصبح عبارة عن منطقة رعوية في فصل الصيف، فيما يتحول في فصل الربيع إلى منطقة فلاحية تقام عليه مجموعة من المشارات الزراعية، تزرع بها الخضروات، بعدما كان دوره هو سقي سافلة واد لاو عبر قنوات، وكان يساهم في توليد الطاقة الكهرومائية للقرى المجاورة له.
إلا أن هذا السد أصبح حاليا عائقا أمام السكان يشكل مجموعة من المشاكل لهم من قبيل:
*    أصبح هذا السد يشكل حاجزا أمام تنقل السكان بين ضفتي الواد المجاور له، وأصبح السكان يتنقلون بواسطة حبل.
*    تراجع مياه السد وبالتالي تراجع الغطاء النباتي بهذه المناطق.
*    توحل السد بكامله أدى إلى توقيف أدواره وتحويلها إلى سد أخر للسد الخصاص.
رغم كل هذا عملت الدولة على إعادة إحياء الأدوار التي يقوم بها وإرجاع الحيوية التي كان يعيشها هذا السد، حيث فكرت الدولة في إعلاء السد، لكن هذه الدراسة أثبتت أنها غير مناسبة ومكلفة جدا، حيث تحتاج ميزانية الإعلاء السد وميزانية أخرى لتحويل الطريق التي توجد في منطقة متضرسة، زد على ذلك ميزانية السكان المتواجدين بجواره الذي يجب تحولهم إلى مناطق أخرى آمنة من فيضانات السد. بالإضافة إلى ذلك فإن هذا السد يتعرض لهزات أرضية مما حال دون إعلائه. كل هذه الأسباب جعلت إصلاح هذا السد وإعادة وظائفه وحيويته الطبيعية مستحيلة، وبالتالي التخلي عنه والتفكير في العناية بسد بوشتة للتخفيف من الخصاص التي تعاني منه المنطقة سواء على مستوى مياه الشرب أو على مستوى توفير الطاقة وسقي المناطق الزراعية المجاورة لهذا السد.
1)  الذروة الكلسية الداخلية:
نتجت هذه المنطقة عن إنكسار كبير لإنكسار الجبهة بفعل الحوادث التكتونية التي وقعت في أواخر الزمن الثالث وبداية الزمن الرابع، هذا الإنكسار أعطى مشهد مرفولوجي جميل لهذه المنطقة، حيث أعطى مشهد عبارة عن خوانق ضيقة استعملت لإقامة الطريق الرابطة بين تطوان وواد لاو. كم ساهمت هذه الخوانق في تغير إتجاه الأودية من الغرب إلى الشرق.
تعرف هذه الخوانق تعرية كبيرة ويشهد على ذلك التوضعات الصخرية المتواجدة في الأسفل يغلب عليها التعرية الميكانيكية بفعل إنخفاض درجة الحرارة شتاءا وإرتفاعها في فصل الصيف وهذا التوالي في التجمد والانتفاخ شتاء والتقلص والتبخر صيفا يؤدي إلى تهشيم الصخور وبالتالي إنزلاقها نحو الأسفل.
هذه الطبوغرافية المتنوعة بهذه المنطقة يمكن أن تحتضن مجموعة من الوظائف من قبيل:
v   يمكن أن يحتضن هذا المجال وظيفة تعليمية: وذلك من خلال القيام بمجموعة من الدراسات حول هذا المجال.
v   يمكن إستغلال هذا المجال في الوظيفة السياحية والإستمتاع بجمالية المناظر والجبال المتواجدة بها.
v   يمكن القيام أيضا بإستثمارات سياحية بهذه المناطق.
v   كما يمكن اعتبار هذا الخانق تراث طبيعي، لذا يجب العناية به وتسويقه لخدمة التنمية المحلية.
v   يمكن إستعمال هذه المنطقة أيضا لصيد البري.
1)  مخارج واد لاو ومركزه:
تتكون هذه المنطقة من تكوينات القاعدة القديمة حيث نجد بها تكوينات فومارية ترياسية، بها تربة هشة تتعمق فيها التعرية لتبرز لنا مجموعة من الأخاديد في السفوح وفي المناطق الفلاحية.هذه التكوينات هي التي جعلت هذه المنطقة تعرف موارد مائية مهمة خاصة ود لاو الذي يعرف جريان مائي مهم وهذا الجريان جعل المنطقة تقيم محطة لتقسيم المياه (محطة كوريت) هذه المحطة تقسم المياه عبر قناة إلى قسمين في بداية سهل واد لاو، قسم يتجه إلى الضفة اليسرى وقسم يتجه إلى الضفة اليمنى، وقد ساهمت هذه القناة في سقي سهل واد لاو، حيث نجد بهذا السهل مجموعة من الزراعات كزراعة الخروب، والكرومب،والقطاني، بالإضافة إلى زراعة الحبوب بأنواعها. كل هذا جعل هذا المركز (واد لاو) يعرف سوق أسبوعي كبير يتم فيه بيع منتجاتهم الفلاحية، لكن دور هذا السهل بدأ يتراجع بفعل:
v   التوسع العمراني الذي أصبح يكتسح المجالات الفلاحية، وبالتالي تراجع مساحتها مما يؤثر على مردوديتها.
v   تراجع مياه القناة، مما أدى إلى تقليص المساحات المسقية.
v   إستغلال الفرشات الباطنية بسبب تراجع مياه القناة.
v    إرتفاع التلوث بهذه المناطق الفلاحية بفعل التزايد العمراني وما ينتج عنه من نفايات تضاف إلى نفايات البناء.
لهذا يجب إعادة النظر في هذا السهل والمحافظة على وظيفته الفلاحية للأنها أساس قيام هذا المركز، كما يجب التخطيط لمستقبل هذا السهل ومحاولة توجيه التوسع إلى المناطق الغير الفلاحية، كما يجب التدخل السريع من أجل تنظيم التوسع بهذه المنطقة لأنه يتجه نحو التنظيم العشوائي، فإذا توسع أكثر سوف تجد الدولة صعوبة كبيرة في تنظيمه وبالتالي خسارة ميزانية ضخمة لإعادة تأهيله وتنظيمه.
7)  ساحل واد لاو:
تشكل شاطئ واد لاو في الزمن الثالث والرابع، حيث عرف فترات من الغمر والتراجع ( الجليدية والبيجليدية)، وتشكل نهائيا في الزمن الرابع الهولوسين.
        فيما يتعلق بعرض الشاطئ فهو ضيق 6 إلى 7 متر، أما طوله فقد يصل إلى 600 متر ليصل إلى بحر البوران وهي جزيرة في عرض البحر نسبة إلى شخص تركي كان يحتل تلك الجزيرة، ثم إحتلها الإسبان وأصبحت تحتل هذا الإسم. فمرفولوجيا يمكن تقسيم هذا الشاطئ إلى :
·        الشاطئ بالإضافة إلى التي يؤثر عليها البحر.
·        السفوح.
·        الإرسابات.
·        التعرية.
·        الإنجرافات الساحلية التي تساهم في تغذية الساحل بفعل التيارات الريحية المهمة سواء القادمة من الغرب أو القادمة من الشرق التي تأتي من خليج كسكونيا، هذه الرياح الشمالية تساهم في إرتفاع الأمواج التي قد تصل إلى 2 إو 3 متر. وبالتالي فإنها تقوم بتغذية الساحل بمجموعة من الرواسب، زد على ذلك الرواسب التي من الموارد المائية ( مصب واد لاو) وتطرح بالساحل، وكذلك الرواسب التي تأتي من السفوح المجاورة الداخلية.
إلا إن هذه التغذية الساحلية أصبحت تتراجع بفعل التوسع العمراني على سحاب الشاطئ، وبالتالي فهذه البنايات أصبحت تحرم البحر من مواد الترسيب التي تطرح بجنبات الشاطئ، هذا التوسع العمراني الساحلي جعل المهتمين بالسواحل في التفكير في تقسيم الساحل إلى ثلاث أقسام ويمكن عرضها على الشكل التالي:
Ø    الشاطئ الأمامي: وهو المكان الذي تنكسر فيه الموجة.
Ø    الشاطئ الأوسط: هو المكان الذي يصل إلى الرواسب أو المناطق العشبية.
Ø    الشاطئ العلوي: وهو المجال الذي لا يصله البحر إلا نادرا ونجد به بعض الأعشاب ثم نجد الدرجة.
هذه التعرية أعطت مجموعة من المشاهد الطبوغرافية حيث نجد المثلات، والكتل الصخرية الكبيرة في السفوح، كما نجد أيضا مجموعة من الأخاديد والإنجرافات على السفوح.كما نجد أيضا بعض الأشجار والأعشاب مما يوحي على تكون تربة، بالإضافة إلى هذا كله نجد بهذه الخوانق مجموعة من العيون المائية في السافلة.

فرغم هذا التقسيم نجذ شاطئ واد لاو يعرف توسع عمرانيا متزايدا، فمعظم البنايات بهذا الساحل نجدها في الشاطئ الأوسط وهذا سلوك غير مرغوب فيه، لأن هذه البنايات سوف تتعرض للغمر البحري وبالتالي هدمها وتعرضها للخطر بشكل مستمر، لهذا يجب على المسؤولين عدم التلاعب في مثل هذه الحالات ومنع أي سكن بالشاطئ، للأن هذا الشاطئ ملك الجميع وليس ملك لسماسرة والمستثمرين، فاقتطاع جزء من الشاطئ هو بالضرورة اقتطاع حق من حقوق الإنسان، كما يمكن إعتبارة عمل عدواني في حق البحر والشاطئ وعمله الطبيعي، والكائنات المتواجدة به.
8)  ساحل البحر الأبيض المتوسط:
يتوفر هذا الشريط الساحلي على مجموعة من الرؤوس السخرية الممتدة داخل البحر الأبيض المتوسط، والتي تتشكل إنطلاقا من التعرية البحرية، حيث تأكل الصخور الهشة، وتبقى الصخور الصلبة ممتدة من داخل البحر، وهذه العملية من التعرية هي نجدها متعددة في هذا الساحل، ويؤكد ذلك وجود مجموعة من الرؤوس الصخرية ممتدة داخل البحر.
         بالإضافة إلى ذلك نجد بهذا الساحل مجموعة من النوى القروية التي تظهر بجنباته، وتعمل هذه النوى في الوظائف السياحية، حيث نجدها ممتدة على الرؤوس البحرية أو محاذية لمسيلات تصب في البحر، وأحسن مثال يمكن تقديمه هو مركز أوشتام الذي يستقبل وافدين سياح خاصة السياحة العائلية. فأهمية هذه المناطق جعل سكان مدينة تطوان تتهافت على اقتناء أراضي بهذه النوى وبناءه من أجل الإستمتاع بجمالية هذه المناظر أو الهروب على ضوضاء المدينة.نفس الشيء لنوى تامرنوت وغيرها من النوى القروية التي طهرت بجنبات الساحل. بالإضافة إلى ذلك فهناك من يقول بأن هذه النوى كانت تحتضن المهربين، وبالتالي إرتفاع أعدادهم مما أثر على وظائف هذه النوى القروية.
خلاصة:
يعتبر المجال الإنتقالي من المجالات المهمة التي تعرف تحولات سوسيومجالية وإقتصادية مهمة، فإنطلاقا من هذه المجالات التي تم الحديث عنها تم الخروج بمجموعة من الاستنتاجات التي يمكن تلخيصها في:
ü    أن هذه المجالات تعرف تطورا ملحوظا في عدة مستويات مجالية و اقتصادية.
ü    أن هذه المجالات تعرف تدخلات كبيرة من أجل تنميتها.
ü    بناء مجموعة من السدود لسد الخصاص في الماء الصالح لشرب  وللسقي أيضا.
ü    تهيئة سفوح الأودية لحماية السدود من التوحل.
بالإضافة إلى ذلك فإن هذه المجالات الإنتقالية تعاني من مجموعة من المشاكل من قبيل:
ü    التوحل
ü    تضرس الجبال
ü    التعرية
ü    التوسع العمراني على حساب الأراضي الزراعية أو على حساب السواحل والشواطئ.
ü    تراجع في الموارد المائية بسبب التوحل
ü    تعرض هذه المجالات للتخديد مما يؤثر على مشاهدها المرفولوجية
فرغم ذلك يجب إضعاف الجهود من طرف الدولة ومن طرف الساكنة للمحافظة على هذه المجالات الإنتقالية ومن أجل الإرتقاء بها لتحقق تنمية محلية وجهوية للبلاد.




_ المندوبية السامية للتخطيط الإحصاء العام لسكان والسكنى 2004[1]



Commentaires