تلعب المحنة الدراسة دور كبير في تسير الأمور الدراسة لذا الطلاب الجامعيين، إلا أنها تظل ضعيفة مقارنة مع المتطلبات المتزايدة للطلاب من أجل أتمام دراستهم من قبيل كراء السكن واقتناء لوازم الدراسة والمأكل وغيرها، وكذا بسبب ارتفاع تكاليف العيش من مواد غذائية وغيرها، مما يضطر الطلاب إلى الإعانة من طرف الأسرة أو العمل في عمل غير مستقر لتغطية هذه التكاليف، لذ قمنا بوضع هذه الدراسة الميدانية من أجل التعمق أكثر في هذا المجال ومن نتائجها نجد ما يلي:
1- كيفية تدبير الخصاص المالي لطلاب الجامعة
جدول رقم 1 : كيفية تدبير الخصاص المالي لطلبة الإجازة:
طرق التدبير
|
النسبة ( (%
|
ذكور ( (%
|
إناث( (%
|
الأسرة
|
71
|
56
|
94
|
العمل
|
19
|
29
|
6
|
الأصدقاء
|
3
|
4
|
0
|
آخر
|
7
|
11
|
0
|
المجموع
|
100
|
100
|
100
|
مصدر: عمل ميداني
|
من خلال هذا الجدول الذي بين أيدنا، نلاحظ أن معظم الطلبة تحاول تدبير خصصها المالي، انطلاقا من الأسرة، حيث نجد حوالي 71 في المئة من الطلبة تستعين من أسرهم من مجموع الطلبة، في حين نجد العمل يأتي في المرتبة الثانية بنسبة 19 في المئة، كما نلاحظ أيضا أن نسبة الإناث تستعين من أسرتها بشكل كبير حيث تصل إلى 94 في المئة من مجموع الفتيات، عكس الذكور فيستعينون من أسرهم بحوالي 56 في المئة من مجموع الذكور، وهذا الإختلاف راجع إلى أن الذكور تذهب إلى العمل من أجل تخفيف المصاريف عن الأسرة. بالإضافة إلى أن فرص العمل متاحة إلى الذكور أكثر من الإناث، كل هذا جعل نسبة تدبير الخصاص المالي بين الذكور والإناث كبير جدا.
جدول رقم 2 : متوسط التكلفة الشهرية التي يحتاجها الطالب قبل الولوج إلى سلك الماستر:
المبلغ
|
ذكور ( (%
|
إناث( (%
|
المبالغ المالية( (%
|
1000 درهم
|
33
|
81
|
53
|
2000 درهم
|
56
|
19
|
40
|
أكثر من 2000 درهم
|
11
|
0
|
7
|
مصدر: عمل ميداني
|
إن الحديث عن التكلفة الشهرية التي يحتاجها الطالب أو الطالبة تستدعي الوقوف عند مجموعة من العوامل من أهمها إرتفاع تكاليف الدراسة التي ترتفع مع غلاء المعيشة، زد على ذلك الكراء والنقل بالنسبة لبعض الطلبة القادمين من مناطق بعيدة عن الجامعة، ولم يستفيدوا من الإقامة بالحي الجامعي، نظرا لأن الحي الجامعي لا يعطى لأي كان، وإنما تدخل فيه الزابونية والمحسوبية. فهذه العوامل كلها، تستوجب القول بأن معظم الطلبة تحتاج إلى أكثر من 2000 درهم شهريا لمسايرة الدراسة على أحسن وجه.
فبالنسبة للطلبة الذكور نجد حوالي 56 في المئة من مجموعهم يحتاجون إلى 2000 درهم شهريا، أما الإناث فلا تحتاج إلا إلى 16 في المئة من هذا المبلغ، وذلك راجع إلى إستفادتهم من الحي الجامعي، وكذا إقامتهم مع أسرهم في غالب الأحيان، لهذا نجد أن مبلغ 1000 درهم كاف لتدبير مصارف الدراسة الجامعية، حيث نجد أن حوالي 81 في المئة من مجموع الإناث تحتاج فقط 1000 درهم شهريا، عكس الطلبة الذكور التي تصل نسبة تكلفتهم الشهرية 1000 درهم حوالي 33 في المئة من مجموع الذكور، فهذه الفئة من الذكور غالبا إما مقيمة مع أسرهم، أو عائلتهم، لذا لا تحتاج إلى مصاريف كبيرة لمسايرة الدراسة الجامعية.
2- المشاكل المادية التي يعاني منها الطلبة قبل سلك الماستر:
من خلال معطيات العينة، بالإضافة إلى التحقيقات الميدانية مع الطلبة والطالبات بالكلية، اتضح أنهم يعون من مجموعة من المشاكل المادية، منها غياب المحنة أو عدم حصولهم على المنحة الجامعية مما دفع العديد منهم إلى الاستعانة من تمويلات الأسرة والتي في الغالب تكون مساهمات بسيطة، وما زاد الأمر تعقيدا هو حرمان الطلبة من الحي الجامعي، مما نتج عنه ارتفاع المصاريف بسبب الكراء وكذا التنقل في الحافلة يوميا، أما بخصوص الطلبة والطالبات الحاصلين على المنحة الجامعة فإنهم لا يخلون من من مشاكل مادية حيث يعانون نفس المعانات التي يعاني منها غير الحاصل على المنحة من مصاريف الكراء، التنقل، الطبع للبحث، المقالات وشراء الكتب وغيرها. فلتلبية حاجيات الطالب ودراسته في أحسن الضروف لا بد من توفير منحة جامعة كافية لشراء الكتب، التنقل، الكراء، اللباس المتواضع، الأكل الجيد.... فغياب هذه الشروط يحس الطالب بنقص كبير في الموارد المادية وبالتالي يحرم نفسه أولا قبل كل شيء من اقتناء الكتب وما ينتج عنها من ضعف في تكوين الطالب وفي توعية الطالب، واكتفاءه بمحاضرات الأستاذ فقط
لهذا يجب إعادة النضر في هذه المنحة الجامعة، ومراعات جميع الإحتياجات التي يحتاجها الطالب بكل دقة، من أجل تكوين طالب قادر على النهوض بالبلاد والرقي بها إلى مستويات تشرف المغرب ومجتمعاته.
3- المشاكل المعرفية التي يعاني منها الطلبة قبل سلك الماستر:
يعاني الطالب سواء كان ذكرا أو أنثى من مجموعة من المشاكل المعرفية، وعلى رأس هذه المشاكل نجد اللغة وخاصة الأجنبية، منها على الخصوص اللغة الفرنسية التي تبقى مع الطالب حتى النهاية، فهذه اللغات الأجنبية تخلق مشكل أخر معرفية منها عدم إستعاب دروسها بكل بساطة، مما يؤثر على معدلات نتائجهم في نهاية المطاف، فهذا المشكل للغات الأجنبية يمكن معالجته من مجموعة من الجوانب منها ضعف الإمكانيات المادية مما يصعب على الطالب الذهاب إلى مؤسسات خصوصية من أجل إضافة ساعات إضافية في هذه اللغات، وكذا نتيجة الاستهانة بهذه المواد الأجنبية خاصة في الدراسات الإعدادية والثانوية ويستمر مسلسل التأخر إلى الجامعة، كما نجد أيضا استهانة وتباطؤ بعض المعلمين والأساتذة في إلقاء دروس قيمة في هذه المواد بالإضافة إلى عدم قيامهم بواجبهم الدراسي اتجاه التلاميذ.
كما أن عدم استيعاب الدروس يودي بالطالب إلى عدم الحضور لهذه المواد وبالتالي يزداد تكريس التأخر الحاصل له مما يزيد الأمر تعقيدا عنده بالنسبة لفهم الدروس، مما تؤثر على عطائه في المجال الدراسي.
4_ الوضعية الدراسية أثناء سلك الماستر:
من خلال التأمل في هذه المبينات نلاحظ أن جل الطلبة ذكورا وإناثا تستفيد من المنحة الجامعية، حيث يستفيد الذكور بحوالي 95 في المئة من مجموع الطلبة الذكور، وكذا تستفيد الطالبات بحوالي 88 في المئة، فهذه النسب هي جد مرضية، في حين نجد الباقي أي الذين لم يستفيدوا من المنح الرسمية كانوا يتهاونون في ملء الملفات أثناء سلك الإجازة، نظرا لمعتقداتهم وأفكارهم الخاطئة، والتي تتمثل في قول بعض الطلبة أنهم لن ينجحوا في سلك الباكالوريا إذن لا داعي لملء الملف، زد على ذلك كثرة الوثائق التي يتطلبها هذا الملف، وصعوبة ملأه في وقت وجيز جدا، هذا ما يجعل بعض التلاميذ تتهاون في ملأها وبالتالي عدم استفادتهم من المنحة الرسمية، إلا أن هؤلاء الطلبة الذين لم يستفيدوا من المنح الرسمية خاصة طلبة الماستر، أصبحت تستفيد من المنحة الإجتماعية، حيث نجد حوالي 7 في المئة من الطلبة الذكور تستفيد من المنحة الإجتماعية، وحوالي 15 في المئة من مجموع الإناث تستفيد من المنحة الإجتماعية. فهذه المنحة الإجتماعية جاءت لتغطية المنحة مئة بالمئة لطلبة الماستر على وجه الخصوص.
بالإضافة إلى ذلك فإن هذه المنحة الجامعية أسست خاصة لإعانة طلبة الماستر و المحرومة من المنحة الجامعية، لقدرة الطالب على تحمل تكاليف الدراسة الجامعية والتي تتعدد مصاريفها في الكراء واقتناء الكتب ومصاريف النقل والأكل وغيرها، كما أن هذه المنحة الإجتماعية ليست ممولة من طرف الدولة، وإنما هي ممولة من المحسنين الذين يعرفون من هو الطالب وما هي معاناته الحقيقية اتجاه المصاريف المتعددة والمتنوعة.
جدول رقم 3 : نوع إقامة الطلبة أثناء سلك الماستر:
الجنسين
نوع الإقامة
|
الذكور ( (%
|
إناث ( (%
|
نوع الإقامة ( (%
|
الكراء
|
44
|
19
|
34
|
الحي الجامعي
|
14
|
13
|
8
|
مع الأسرة
|
33
|
50
|
40
|
مع العائلة
|
9
|
18
|
18
|
مصدر: عمل ميداني
|
من خلال الجدول أعلاه، نلاحظ أن الطالب سواء كان ذكرا أو أنثى أنهم يقومون بالاستقرار في منازل الكراء، أو مع أسرهم حيث نجد أن عدد الطلبة الذكور الذين يكترون مكان للاستقرار من أجل متابعة دراستهم نجد حوالي 44 في المئة من مجموع الطلبة، وهذا المعدل المرتفع سببه هو عدم استفادتهم من الحي الجامعي مما تدفعهم أوضاعهم نحو التوجه إلى البحث عن الكراء، في حين نجد هذا المعدل منخفض عند الفتيات، يصل مجموع الطالبات التي تقيم في منازل الكراء حوالي 19 في المئة وهذا راجع إلى استقراهم مع الأسرة بشكل الكبير حيث نجد أن حوالي 50 في المئة من الطالبات تقيم مع أسرهم، والباقي منهن يستفدن من الحي الجامعي و مع أسرهم.
ومن هنا نلاحظ أن الطالبات تستقر بشكل كبير جدا مع أسرهم و عائلاتهم والباقي في الحي الجامعي، في حين نجد أن الذكور معظمهم يتوجه إلى الكراء والبعض منهم مع الأسرة حيث تصل نسبة طلبة الماستر الذين يستقرون مع أسرهم حوالي 33 في المئة، والباقي يتفرع بين الإقامة في الحي الجامعي والعائلة.
جدول رقم 4 : التكلفة الشهرية التي يحتاجها الطالب أثناء سلك الإجازة
الجنس
المبلغ
|
ذكور ( (%
|
إناث ( (%
|
المبالغ ( (%
|
1000 درهم
|
18
|
75
|
42
|
2000 درهم
|
56
|
22
|
42
|
أكثر من 2000 درهم
|
26
|
3
|
16
|
مصدر: عمل ميداني
|
من خلال ملاحظة هذا الجدول ملاحظ بأن طلبة الماستر سواء كان ذكرا أو أنثى، يحتاج إلى تكلفة مادية شهرية تصل إلى 2000 شهريا، حيث وصل عدد الطلاب الذكور الذين يحتاجون إلى 2000 درهم شهرا إلى 56 في المئة من مجموع الذكور، في حين نجد أن الإناث لا تحتاج هذا المبلغ بكله، بل تكتفي شهريا ب1000 درهم لكي تسير أمورها الدراسية. تصل نسبتهم إلى حوالي 75 في المئة من مجموع الإناث.
إلا أننا نجد أن بعض الطلاب تحتاج إل أكثر من 2000 درهم لكي تسيير في ظروف أحسن في مسارها الدراسي وتصل هذه النسبة إلى 26 في المئة من مجموع الذكور، وقد أورد مجموعة التفسيرات في هذا الشأن من قبيل تعدد المصاريف الدراسية وما يترتب عنها من كراء وتنقل وأكل بالإضافة إلى اقتناء الكتب، زد على ذلك مصاريف السجائر، فهذه المصاريف تحتاج موارد مالية شهرية تتجاوز 2000 درهم شهريا، في حين نجد أن نسبة الفتيات التي تحتاج مصاريف شهرية تتجاوز 2000 درهم نحد أنهن قلائل عكس الذكور، حيث وصلت نسبة الإناث التي تحتاج هذا المبلغ شهريا حوالي 3 في المئة، وهذه النسبة يمكن تفسيرها حسب تقارير بعض الطالبات بسلك الماستر باستقرارهم بشكل كبير مع أسرهم وعائلاتهم، مما تنخفض مصاريفهن وبالتالي اقتصار مصارفهم على ما هو دراسي من كتب ومطبوعات وبعض مواد التجميل فقط، أما الباقي فهن يستقرن في الحي الجامع وهي الفتيات التي تحتاج حوالي 2000 درهم شهريا لتغطية كل الحاجبات الدراسية.
ومن هنا فإن التكلفة الشهرية للطالب الماستر تتحدد من مصاريفه اليومية، فإذا كانت مصرفه مرتفعة فإنه سوف يحتاج مبلغ مالي يفوق 2000 درهم شهريا، أما إذا كان الطالب يستقر مع عائلته أو أسرته فبطبيعة التكلفة الشهرية تنخفض وتصل ما بين 1000 درهم و2000 درهم شهريا.
خاتمة:
يمكن أن نستخلص من هذا البحث الميداني، أن المنحة الجامعية المغربية المقدمة للطلاب لا تكفي حتى لتسديد الكراء ومصاريف لوازم الدراسة من كتب ومطبوعات، مما يلجأ الطلاب إلى العمل أو الاعانات من طرف الأسرة لتغطية هذه المصاريف الكثيرة، وهذا ما يخلق عدة مشاكل كالغياب على الحصص الدراسة وفي بعض الحالات الغياب على الامتحانات، وتشتت الطالب بين العمل والدراسة الجامعية وغيرها ....
Commentaires